بدأ الحفل بتلاوة عطرة من كتاب الله الكريم ثم كلمة عميد كلية الدراسات البحرية الدكتور سالم بن مرزوق الحربي أكد فيها أنه نظراً للمساحة الطويلة للمملكة والتي تقع على سواحل البحر الأحمر في الغرب والخليج العربي من الشرق وكثير من الممرات الملاحية فيها انطلقت رؤية الجامعة ورسالتها في دعم الأمن والاقتصاد الوطني وخدمة المجتمع من خلال تأهيل الكوادر البشرية لسد احتياجات سوق العمل بإنشاء قسم الدراسات البحرية بكلية علوم البحار في عام ١٤٢٣ هـ وبلغ عدد المسجلين في هذا التخصص في تلك الفترة أربعة طلاب منهم ثلاثة سعوديين وواحد من دولة اليمن إلى أن بلغ عدد الطلاب في يومنا الحالي ٢٧ طالبا الذين يدرسون في هذا القسم حيث حصل جميع الخريجين على وظائف إما معيدين أو في الهيئة العامة للمساحة أو في هيئة المساحة الجيولوجية أو البلديات وفي شركات القطاع الخاص في مجال المسح البحري مضيفاً أنه بعد تحقيق هذه الأهداف فإن الكلية تتطلع إلى تطوير البرامج التعليمية على مستوى الدراسات العليا والتميز في الأبحاث العلمية والارتقاء وتطوير صناعة المسح البحري.
وعقب ذلك بدأت مسيرة الخريجين ثم ألقى الطالب فهد بن فايق مغربي كلمة الطلاب نيابة عنهم سلط الضوء فيها على الجهود والخدمات التي قدمتها الكلية خلال السنوات الماضية والمتمثلة من خلال تشكيل عامل مهم لخطوط الملاحة البحرية وانتاج الخرائط البحرية فهي من التخصصات النادرة والمهمة، لذلك تم اعتماد خطط علمية دقيقة لتدريس المناهج الدراسية بهذا القسم ومنها نظم المعلومات الجغرافية ونظام تحديد المواقع ومنهج المسح البحري الهيدروغرافي باستخدام أجهزة دقيقة لقياس أعماق البحار، أما عن الجانب المهني فقد أوضح مغربي أنهم تلقى تدريبات داخلية شملت جميع الأنظمة والأجهزة المتعلقة بالمسح البحري والأرضي لتحديد المواقع وقياس الأعماق لإنتاج الخرائط الملاحية البحرية، بالإضافة إلى التدريب في أرقى مراكز تدريب المسح البحري العالمية في كندا وهولندا وفرنسا لكسب مزيد من الخبرات العالمية مما أكسبهم احترافية في مجال تخطيط وتنفيذ عمليات المسح البحري، مؤكداً بأنهم تمكنوا بعد توفيق الله من القيام بمسح بحري ببحيرة بونيقاموك في دولة كندا كأول فريق من الطلاب في العالم يقومون بتغطية هذه البحيرة والخروج بتجربة علمية ممتازة حيث لقيت نتائجها صدى إعلاني كبير في كندا ومواقع التواصل الاجتماعي.
من جانبه أوضح رئيس المنظمة الدولية للمسح البحري السيد روبرت وارد في كلمته أن حفل التخرج يمثل نقطة تحول في المساحة البحرية كونهم يتطلعون إلى العمل في العديد من المجالات المتنوعة، مشيراً إلى أن العالم بدء في التحول بشكل متزايد نحو البحار والمحيطات وتنمية مايعرف بالاقتصاد الأزرق، ويعتبر تخصص المساحة البحرية قد بدء في اكتساب أهمية متزايدة أكثر مما هو عليه الآن وذلك لارتباطه بجميع الأنشطة البحرية فوق وتحت سطح البحر بطريقة أمنه ومستدامة حيث يوفر المعرفة الأساسية اللازمة من عمق وشكل قاع البحر.
من جهته اشاد مدير الجامعة المكلف في هذه المناسبة بما وصلت إليه كلية الدراسات البحرية حيث اصبحت تنافس قريناتها من الكليات في الجامعات العالمية بتخصصاتها الأربعة النادرة وفي فترة وجيزة تم حصولها على الاعترافات من المنظمات الدولية وانظمت إلى الاتحاد العالمي للجامعات البحرية ولم تتوقف عند هذا الحد بل تعدته إلى توقيع اتفاقيات تعاون محلية ودولية مع الجامعات والقطاعات ذات التخصص.
وقد عبر اليوبي عن افتخار جميع الخريجين بالكلية وقسم المساحة البحرية لحصوله على هذا الاعتراف الذي يعتبر هو الوحيد من الهيئة الدولية في منطقة الشرق الأوسط وقارة افريقيا ويسجل انجازا كبيرا يحسب ل
جامعة الملك عبدالعزيز وللمملكة التي كان لها دورا كبيرا في دعم الجامعة والكلية على مدار العشر السنوات الماضية للوصول إلى هذا الهدف الرائد.
كما قام سعادته بتهنئه ابنائه الخريجين بهذا الإنجاز والجهد الكبير الذي بذلوه لاستكمال متطلبات برنامج المساحة البحرية.
وفي ختام الحفل تم توزيع الشهادات المهنية الدولية وشهادة البكالوريوس على الطلاب الخريجين بالإضافة لتكريم معالي رئيس الهيئة العامة للمساحة ورئيس المنظمة الدولية للمسح البحري وكذلك توقيع الطلاب لعقد عمل مبدئي مع شركة هوتا.